يُسَمّ فاعله، وهي موصولة، و {يُضِلُّ} صلتها، والعائد عليها من صلتها محذوف، وهو مفعول {يُضِلُّ}، والراجع إلى اسم (إنَّ) الذكرُ الذي في {يُضِلُّ}، والمعنى: مَنْ يضله الله لا يُهدَى، أي: لا يهديه أحد، كقوله: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} (?)، وقوله: {فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} (?)، أي من بعد إضلال الله إياه، وتعضد هذه القراءة قراءة من قرأ: (فَإِنَّ الله لَا هَادِيَ لِمَنْ يُضِلُّ) و (لمَنْ أضل) وهو: أبي بن كعب - رضي الله عنه - (?)، أي: إذا أضل الله عبدًا لا يهديه أحد.

ومن قرأ: (لا يَهْدي) على البناء للفاعل، فـ {مَنْ} في موضع نصب به وهو مُسْتَقْبَلُ هَدَى. ويحتمل أن يكون {لَا يَهْدِي} بمعنى لا يهتدي، تعضده قراءة من قرأ: (فإن الله لا يهَدِّي) بفتح الهاء وتشديد الدال وهو عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - (?). يقال: هداه الله فهُدِي، فتكون {مَنْ} في موضع رفع بفعلها، فالراجع إلى اسم (إنَّ) على الوجه الأول: المنوي في {لَا يَهْدِي} وعلى الثاني: المستكن في {يُضِلُّ} كما كان ذلك في قراءة من ضم الياء في (لَا يُهْدَى).

وقوله: {وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} ابتداء وخبر.

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)}:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015