والثاني: للسبب والقسم محذوف، أي: بسبب إغوائي أُقسم لأفعلن بهم نحو ما فعلت بي من التسبيب لإغوائهم، بأن أزين لهم ما يُهلِكُهُمْ عندك، ويطرحهم في دار البوار (?).
وقوله: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ} نصب على الاستثناء وهو متصل، واختلف في المستثنى هنا فقيل: أكثر من النصف، وقيل: أقل منه، وهو الظاهر (?). وعلى الجملة يجوز استثناء الكثير من القليل بشهادة قوله جل ذكره هنا: {إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (?)، وفي "سبأ": {فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (?) ولا بد أن يكون أحد المستثنين هو الأكثر. و {مِنْهُمْ} في موضع نصب على الحال من {عِبَادَكَ} أي: كائنين منهم.
{قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41)}:
قوله عز وجل: {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} (هذا صراط) مبتدأ وخبر، و {عَلَيَّ} في موضع الصفة لـ {صِرَاطٌ}، أي: طريق يَهْجُمُ بسالكه عليَّ، أي: على جَنتِي وكرامتي (?).
وقيل: {عَلَيَّ} بمعنى (إلَيَّ)، أي: مرجعه إليَّ فأُجازي كل عامل بما عمل، وفي الكلام معنى التهديد والوعيد، كقولك لمن تهدده: طريقك عليَّ (?).