وقوله: {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} أي: مضت طريقتهم التي سنها الله في إهلاكهم حين كذبوا برسلهم وبالذكر المنزل عليهم.
وقوله: {فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ} يقال: ظل فلان يفعل كذا، إذا فعله طول نهاره، والضمير في {فَظَلُّوا} للمشركين (?)، أو للملائكة (?)، وفي {فِيهِ} للباب. و {يَعْرُجُونَ}: خبر (ظل)، ومعناه: يصعدون.
وهذيل تكسر الراء من (يعرِجون) وبه قرأ بعض القراء هنا (?).
{لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}:
قوله عز وجل: {سُكِّرَتْ} قرئ: بالتشديد والضم على البناء للمفعول (?)، على معنى: سُدَّتْ أبصارنا بالسحر، من سَكَرْتُ النهر أسْكُرُهُ سَكْرًا إذا سددته، فكأن الأبصار مُنِعَتْ من النظر كما يُمنع الماء من الجري.
وقيل: هو من سُكْرِ الشراب. يقال: سَكِرَ يَسْكَرُ سَكَرًا، والاسم السُّكْرُ بالضم، كأن العين لحقها كما يلحق السكران من الشرب.
والتشديد فيه للتكثير لا لِتَعَدِّيه كما زعم بعضهم (?) بشهادة قراءة من قرأ: (سُكِرَتْ) بالتخفيف مع الضم، وهو ابن كثير (?).
وقرئ: (سَكِرَتْ)، بفتح السين، وكسر الكاف مع التخفيف على البناء