أمتن، لأن إبراهيم - عليه السلام - لم يسكن مكة حرسها الله تعالى، إلا إسماعيل - عليه السلام - وأمه على ما فُسِّرَ، وهما بعض الذرية (?).

وقوله: {عِنْدَ بَيْتِكَ} يحتمل أن يكون من صلة {أَسْكَنْتُ}، وأن يكون صفة لوادٍ، وأن يكون حالًا منه لكونه قد وصف.

وقوله: {لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ} اللام من صلة {أَسْكَنْتُ}، أي: أسكنتهم ليقيموا الصلاة، أي: ليديموها. وقيل: اللام لام الأمر (?)، وهو دعاء لهم بإقامة الصلاة.

وقوله: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} الجعل هنا يطلب مفعولين، لأنه بمعنى التصيير، وهما (أفئدة) و (تهوي). و (مِن) للتبعيض، قال أبو إسحاق: أي: اجعل أفئدةَ جماعة من الناس (?). وإنما نُكّر المضاف إليه لتنكير {أَفْئِدَةً} في الآية ليتناول بعض الأفئدة، والأفئدة: جمع فؤاد، وهو القلب، سمي فؤادًا لاتِّفاده بالخواطر والعُزُوم، من قولهم: فأدت اللحم وافتأدته، إذا شويته (?).

وقرئ: (آفدة) على القلب (?)، كقولهم: آدر في أدؤر، فيكون وزنها أعفلةً.

وقوله: {تَهْوِي إِلَيْهِمْ} الجمهور على فتح التاء وكسر الواو، وماضيه هَوَى بفتح العين، يقال: هوى إليه يهوي هويًا، إذا أسرع إليه ومال، يعضده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015