القول، قال: لأن جواب الشرط يخالف الشرط، إما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما، فأما إذا كان مثله فلا، نحو: قم تقم، اذهب تذهب. وكذا في الآية: إن يقيموا يقيموا، وهذا في غاية البعد كما ترى لعدم الفائدة، وأيضًا فإن الأمر المقدر للمواجهة، و {يُقِيمُوا}: على لفظ الغيبة، وهذا فاسد إذا كان الفاعل واحدًا.

وقال بعضهم: هو مجزوم بلام محذوفة، والمعنى: ليقيموا ولينفقوا، قال: وإنما جاز حذف اللام، لأن الأمر الذي هو {قُلْ} عوض منه، لو قيل: يقيموا الصلاة وينفقوا ابتداء بحذف اللام لم يجز، كقولك: قل لزيد ليضرب عمرًا، وإن شئت: قل لزيد يضرب عمرًا، فتحذف اللام لدلالة قل عليه، ولو قلت: يضرب زيد عمرًا بالجزم ابتداء لم يجز، ويكون {يُقِيمُوا} على هذا القول هو المقول، فاعرفه (?).

وقوله: {سِرًّا وَعَلَانِيَةً} مصدران في موضع الحال، أي: مسرين ومعلنين، أو ذوي سر وعلانيةٍ، [وقد ذكر] (?)، وقد جوز أن يكون انتصابُهُما على الظرف، أي: ينفقوا إنفاق وقتي سر وعلانية، أو على المصدر على حذف المضاف، أي: ينفقوا إنفاق سرٍّ وعلانيةٍ (?). والمراد بالسرَّ ما خفي، وبالعلانية ما ظهر (?). وقيل: السر التطوع، والعلانية الواجب (?).

وقوله: {وَلَا خِلَالٌ} (الخلال) مصدر كالقتال، يقال: خاللته خلالًا ومُخَالَّةً، كما تقول: قاتلته قتالًا ومقاتلة، قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015