فهذه الوجوه صحيحة فاشية حسنة على الأصول، وإذا كان كذلك فلا وجه لمن ضعف هذه القراءة وعدها من اللحن (?)، ولو لم يكن لها إلا وجه واحد لا يحل لمسلم أن يقدم على الطعن في شيء ثبتت روايته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[مع صحة مخرجه، فالرَّادُّ عليه كالرَّاد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (?) وبالكسر قرأ الأعمش، ويحيى بن وثابٍ، وحمران بن أعين وغيرهم رحمهم الله (?).

وقوله: {بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} في (ما) ثلاثة أوجه:

أحدهما: مصدرية، و (مِن) متعلقة بـ {أَشْرَكْتُمُونِ}، على معنى: إني كفرت الآن بإشراككم إياي مع الله في الطاعة {مِنْ قَبْلُ}، أي: من قبل هذا اليوم، يعني في الدنيا. ومعنى كُفْرِهِ بإشراكهم إياه: تبرُّؤه منه واستنكاره له.

والثاني: موصولة، أي: كفرت اليوم بالذى، أي: بالصنم الذي أشركتمونيه، أي: جعلتموه لي شريكًا من حيث أطعتموه كما أطعتموني، تقول: شركت زيدًا، فإذا نقلته بالهمزة، قلت: أشركنيه فلان، أي: جعلني له شريكًا.

والثالث: بمعنى مَنْ، و (مِن) متعلقة بكفرت، أي: كفرت من قبل، يعني في زمن آدم - عليه السلام - حين أبيتُ السجود له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015