أحدهما: بمعنى (يعلم)، قيل: وهي لغة طائفة من النَّخَع (?). وقيل: لغة هوزان (?). قال الشاعر:
355 - أَلَمْ ييئسِ الأقوامُ أَني أنا ابنُهُ ... وإنْ كنتُ عن أرضِ العشيرةِ نائيًا (?)
أي: ألم يعلم. وقال آخر:
356 - أقولُ لاهلِ الشِّعْبِ اذ يَيْسِرُونني ... أَلَم تَيْئَسُوا أني ابنُ فارسِ زَهْدَمِ (?)
أي: ألم تعلموا. قيل: وإنما استعمل اليأس بمعنى العلم لتضمنه معناه، لأن اليائس عن الشيء عالم بأنه لا يكون، كما استعمل الرجاء في معنى الخوف، والنسيان في معنى الترك لتضمن ذلك (?).
والمعنى: ألم يعلم المؤمنون أن الله تعالى لو شاء لهدى الناس جميعًا إلى دينه فلم يبق كافر؟ كقوله: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} (?)، تعضده قراءة من قرأ: (أفلم يتبين الذين آمَنوا) وهو علي ابن أبي