وأَسْرِيةٍ للنهر، فكذلك فاعلٌ، جُمع على أفعلة كذلك وإن كان عزيزًا، أو كأنه جمع ودي في التقدير، كسري وأسرية، والوادي: الموضع الذي يسيل فيه الماء بكثرة.
وقوله: {بِقَدَرِهَا} نعت لأودية. واختلف في معناه، فقيل: بمقدارها الذي عرف الله سبحانه أنه نافع للممطور عليهم غير ضار (?). وقيل: بما قدّر لها من ملئها، أي: بقدر الأودية، فإنْ صَغُرَ الوادي قَلَّ الماء، وإن اتسع كثر (?).
وقوله: {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ} أي: فرفع زبدًا رابيًا، أي: خبثًا طافيًا عاليًا فوق الماء، والزبد: وَضَرُ الماء وخبثه الذي يعلوه، والمعنى: أن السيل طفا فوقه زبده.
وقوله: (ومما تُوقِدونَ) (من) هنا تحتمل أن تكون لابتداء الغاية، و (ما) موصول، على معنى: ومِنَ الذي توقدون عليه حتى يذوب، كالذهب والفضة والرصاص والنحاس وغير ذلك من جواهر الأرض، ينشأ زبد مثل زبد الماء الذي يحمله السيل، وأن تكون للتبعيض.
وقرئ: (توقدون) بالتاء النقط من فوقها حملًا على قوله: (قُلْ أَفَتَّخَذْتُم)، وبالياء النقط من تحتها (?) حملًا على قوله: {أَمْ جَعَلُوا}، وقوله: {وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ} (?).