بعده، وذلك إشارة إلى يوسف - عليه السلام -: قيل: وإنما قالت: {فَذَلِكُنَّ} ولم تقل: فهذا، وهو حاضر، تعظيمًا له ورفعًا لمنزلته في الحسن، أو يكون إشارة إلى المَعْنِيِّ بقولهم: عَشِقَتْ عبدها الكنعاني، فقالت: هو ذلك العبد الكنعاني الذي لمتنني فيه، أي: في حبه والشغف به (?).
وقوله: {فَاسْتَعْصَمَ} أي: فامتنع وطلب العصمة مما لا يليق بمثله، والاستعصام: طلب العصمة، كأنه في عصمة وهو يجتهد في الاستزادة منها على دأب مثله.
وقوله: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ} في (ما) وجهان:
أحدهما: موصولة، وفي الكلام حذفان، حَذْفُ جارٍّ، وحَذْفُ ضميرٍ، أي: ما آمر به، والأصل: ما آمره به، فحذف الجار كما حذف في قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} (?)، وقوله:
331 - أمَرْتُكَ الخَيْرَ ....... ... ....................... (?)
فصار ما آمرهوه، فاجتمع الضميران متصلين، أعني أحدهما بالآخر، فاستثقل اجتماعهما، فحذف الأول من الصلة، كما حذف من قوله تعالى: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} (?).
والثاني: مصدرية. وهي في كلا التقديرين في موضع نصب بقوله: {لَمْ يَفْعَلْ} أي: ولئن لم يفعل أمري إياه، أي: موجب أمري ومقتضاه.
والضمير البارز في قوله: {مَا آمُرُهُ} راجع إلى (ما) على الوجه الأول، وإلى يوسف - عليه السلام - على الثاني فاعرفه.