قوله عز وجل: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ} ذكّر الفعل على إرادة الجمع، والنسوة اسم مفرد اللفظ مجموع المعنى، وفيه لغتان: كسر النون وضمها، وقد قرئ بهما (?).
وقوله: {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ} مبتدأ والخبر {تُرَاوِدُ فَتَاهَا}، أي: غلامها، يقال: فتاي وفتاتي، أي: غلامي وجاريتي، وألف الفتى منقلبة عن ياء لقولهم: فتيان، ولإمالتهم إياها.
وقوله: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} انتصاب قوله: (حبًّا) على التمييز، والأصل: قد شغفها حبه، ثم جعل الفعل لما يلتبس به الفاعل وهو المضاف إليه، ونصب الذي كان فاعلًا فقيل: حبًّا. والمعنى: أن حبه خرق شغاف قلبها حتى وصل إلى الفؤاد.
واختلف في الشغاف، فقيل: غلاف القلب، وهو جلدة عليه كالحجاب (?). وقيل: هو حَبَّةُ القلب، وهي علقة سوداء في صميمه (?). وقيل: هو داء في الجوف يأخذ تحت الشراسيف (?)، وأنشدوا للنابغة:
324 - وَقَدْ حَالَ هَمُّ دُونَ ذَلِكَ وَالج ... وُلُوجَ الشَّغَافِ تَبْتَغِيهِ الأَصَابِعُ (?)