أحدهما: في موضع ضم، لأنه منادى مقصود، كقولك: يا رجل، وعلى الألف ضمة مقدرة.

والثاني: في موضع نصب لأنه شائع لا يراد به شيء بعينه، كقول الأعمى: يا رجلًا خذ بيدي، وقوله: {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} (?)، وإنما لم يدخله التنوين، لأنه لا ينصرف.

وقرئ: (يا بشريّ) بقلب الألف ياء وإدغامها في ياء النفس (?)، لأن ما يضاف إلى ياء النفس يحرك بالكسر إذا كان صحيحًا أو جاريًا مجراه، نحو: غلامي ولَحْيِي، فلما لم تحتمل الألف الكسرة قربت من الياء بقلبها إليها، وهي لغة للعرب فاشية، ويقولون في دعائهم: يا سيدي وموليّ (?). وفي حديث طلحة - رضي الله عنه -: "فوضعوا اللُّجَّ على قَفَيَّ" (?). فاعرفه.

وقوله: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} قيل: الضمير المرفوع للمدلي وأصحابه أخفوه من الرفقة. وقيل: أخفوا أمره ووجدانهم له في الجُبِّ، وقالو لهم: دفعه إلينا أهل الماء لنبيعه لهم بمصر. وقيل: إن الضمير لأخوة يوسف كتموا أنه أخوهم، وقالوا للرفقة: هذا غلام لنا قد أَبَقَ فاشتروه منا، وتابعهم على ذلك مخافة أن يقتلوه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015