وقوله: {يَاأَبَتِ} قرئ: (يا أبمتِ) بكسر التاء (?) على إرادة ياء النفْس، والأصل: يا أبي، فحذف ياء النفس اجتزاء بالكسرة عنها، وجيء بهذه التاء عوضًا عنها مكسورة.
واختلف في هذه الكسرة، فقيل: هذه الكسرة هي التي كانت قبل الياء في قولك: يا أبي، قد زحلقت إلى التاء، إذ لا يكون ما قبل تاء التأنيث إلَّا مفتوحًا (?). وقيل: بل كسرت التاء لتدل على الياء المحذوفة (?).
قال الخليل: وإنما تكون هذه التاء في النداء خاصة إذا أضفت إلى نفسك، ولا يجمع بينهما لئلا يجمع بين العوض والمعوض منه (?).
فإن قلت: فقد قالوا: يا أبتا، والألف عوض من ياء الإضافة، فكان ينبغي إلا يجوز هذا كما لا يجوز يا أبتي وقد جوزوه، قال الشاعر:
313 - * يَا أَبَتَا عَلَّكَ أو عَسَاكَا (?) *
وقال آخر:
314 - ويَا أَبَتَا لَا تَزَلْ عِنْدَنَا ... .......................... (?)
وقال آخر:
315 - يَا أَبَتَا وَلَا أَبَهْ ... .................... (?)