والمشي: جنس الحركة المخصوصة، فإذا اشتد فهو سَعْيٌ، فإذا ازداد فهو عَدْوٌ.

{وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا}: (أظلم) فعل غير متعدٍّ، يقال: أظلم الليل، وأظلم القوم، أي: دخلوا في الظلام. وظَلِم الليل بالكسر، وأظلم بمعنىً، عن الفرّاء (?). وقد جُوّز أن يكون متعديًا منقولًا من ظَلِمَ الليلُ، تعضده قراءة من قرأ: (وإذا أُظْلِم)، على ترك تسمية الفاعل، وهو يزيد بن قطيب (?).

ومعنى: {قَامُوا}: وقفوا وثبتوا في مكانهم متحيرين، ومنه قامت السوق، إذا ركدت، وقام الماء: جَمَدَ (?).

وقوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ}: (لو) حرف يمتنع به الشيء لامتناع غيره، وفيه معنى الشرط، ولهذا يَطْلُبُ الفعلَ والجوابَ كالشرط المحض. ومفعول {شَاءَ} محذوف، وحَسُن حذفه لأن الجواب يدل عليه، والتقدير: ولو شاء الله أن يَذهب بسمعهم وأبصارهم لذهب بها، وألفه منقلبة عن ياء، بدليل قولهم في مصدره: شيئًا ومشيئة. والمعنى: ولو شاء الله لذهب بسمعهم بقصيف الرعد، وهو شدة صوته، وأبصارهم بوميض البرق، وهو لمعه.

وقرئ: (لأذْهَبَ بأسماعهم) (?)، على أن الباء مزيدة للتأكيد، كقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015