وقوله: {ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} (لا) نهى، وعلى من صلة {غُمَّةً} كل. والغمة: السُّترة، من غم الشيء، إذا ستره.
قال أبو إسحاق: واشتقاقها من الغمامة التي تستر (?).
وفي الحديث: "ولا غُمَّةَ في فرائضِ اللهِ" (?)، أي: لا تُسْتَرُ ولكن يُجَاهَرُ بها، أي: لا يكن أمركم معي ملتبسًا، ولكن ظاهرًا منكشفًا فيما تريدون مني من إهلاكي وعداوتي وغير ذلك.
وقيل: لا يكن أمركم غمة، أي: غمًّا (?). يقال: غُمَّةٌ وغَمٌّ، كما يقال: كُربةٌ وكَرْبٌ، والمعنى على هذا: افعلوا بي ما شئتم لئلا يكون عيشكم بسببي غصةً، وحالكم عليكم غمةً، أي: غمًّا وهمًّا.
وقوله: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} الجمهور على القاف والضاد في {ثُمَّ اقْضُوا} إمَّا من قضيت الأمر إذا أَحْكَمْتَهُ وأمضيتَه، بمعنى: امضوا ما في نفوسكم مني من الإهلاك وغيره، كقوله: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} (?)، أي: فامض ما أنت ممضٍ، والقضاء: إحكامُ الأمر وإمضاؤه.
أو من قضيت حاجتي، إذا فرغت منها، بمعنى: افرغوا مني واستريحوا، والقضاء: الفراغ من الأمر.
أو مِن قَضَى إليه وعليه، إذا قَتَله، بمعنى: اقتلوني، ومنه سُمٌّ قاضٍ، أي: قاتل.