قوله عز وجل: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} (ما) في موضع نصب إمَّا على البدل من الضر والنفع، أو على الاستثناء، والاستثناء متصل، وقيل: هو منقطع، أي: ولكن ما شاء الله من ذلك كائن، فكيف أملك لكم الضرر وجلب العذاب (?)؛

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}:

قوله عز وجل: {بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا} انتصابهما على الظرف، بمعنى وقت بياتٍ، وفي وقت أنتم مشتغلون بطلب المعاش والكسب، كقوله: {بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ} (?)، {ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ} (?).

والبيات: اسم واقع موقع المصدر وهو التبييت، كالكلام والسلام بمعنى التكليم والتسليم {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (?).

وقوله: {مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ} لك أن تجعل {مَاذَا} اسمًا واحدًا بمعنى أي شيء؟ ومحله إما النصب بقوله: {يَسْتَعْجِلُ} أو الرفع بالابتداء، والخبر الجملة التي بعده، وهي {يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ}.

والضمير في {مِنْهُ} على الوجه الأول لله جل ذكره بمعنى: أي شيء يستعجل المجرمون من الله؟ وعلى الثاني للعذاب يعضده: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ} (?).

والمعنى: أن العذاب كله مكروه، مُر المذاق، وموجب للنفار، فأي شيء يستعجلون منه، وليس شيء منه يوجب الاستعجال؟ وهو العائد إلى المبتدأ، أعني الضمير في {مِنْهُ}، كقولك: زيد شكرت منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015