{وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ} (?).
وأما الجمع، فقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ}، وهذا جمع فَلَك بشهادة قوله: {وَجَرَيْنَ}، وهو تكسير للفلك الذي هو واحد، كالأُسْدِ في جمع أسَد، وذلك أن فُعْلًا وفَعَلًا قد اشتركا كثيرًا، نحو البُخْل والبَخَل، والعُرْب والعَرَب، والرُهْب والرَّهَب فكذلك اشتركا في الجمع فكسر كلّ واحد منهما على فُعْلٍ فقيل: فَلَكٌ وفُلْكٌ، كما قيل أسَدٌ وأُسْدٌ، فكما جاز أن يجمع فَعَلٌ على فُعْلٍ جاز أن يجمع فُعْل على فَعَلٌ لما ذكرت آنفًا من أن فُعْلًا أخي فَعَل لاشتراكهما كثيرًا في الشيء الواحد، وقد ذكر.
هذا مذهب صاحب الكتاب (?) وموافقيه كأبي علي وغيره، غير أن الضمة التي في الفلك المفرد مخالفة للضمة التي في الجمع، كما أن الضمة التي في أُسُدٍ مخالفة للفتحة التي في أَسَد، غير أن ذلك الاختلاف تقديري وهذا لفظي، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (?).
وقرئ: (في الفلكيْ) بياء ساكنة بعد الكاف (?)، على أن كسرة الكاف أشبعت فتولدت عنها الياء.
وروي أيضًا: (في الفلكيِّ) بزيادة ياءي النسب (?)، قيل: هما زائدتان كما في الأحمريِّ والأشقري، وفي قول العجاج (?):