فوضع {اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ} وضع تعجيله لهم الخير إشعارًا بسرعة إجابته لهم، وإسعافه بطلبتهم، حتى كأن استعجالهم بالخير تعجيل [لهم بالخير تعجيل] (?) له.

والتعجيل: تقديم الشيء قبل وقته، والاستعجال: طلب العجلة.

وقيل: {اسْتِعْجَالَهُمْ} منصوب على تقدير حذف الجار، أي: كاستعجالهم، ثم حذف الجار فنصب، وليس بشيء، إذ لو جاز هذا لجاز زيد الأسد، بمعنى كالأسد، وزيد غلام عمرو، بمعنى كغلام عمرو، وهذا واضح لمن له قلب ويعرف العربية (?).

وقوله: {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} أي: لفرغ من هلاكهم.

وقرأ ابن عامر: (لقَضى إليهم أجلَهم) بفتح القاف والضاد ونصب قوله: (أجلهم) (?) على البناء للفاعل وهو الله تعالى لقوله: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ}، ويعضده أيضًا قراءة من قرأ: (لقضينا إليهم أجلهم) وهو عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - (?).

فإن قلت: لم عُدِّيَ قضى بإلي؟ قلت: قيل: لكونه أريد به معنى السرعة، كأنه قيل: لأسرع إليهم أجلهم (?).

وقوله: {فَنَذَرُ} فيه وجهان:

أحدهما: على وجه الاستئناف، أي: فنحن نذر الذين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015