{كَافَّةً} حال من الضمير في {لِيَنْفِرُوا}، قال ابن بَرْهمان (?): وما استعملت العرب (كافة) قط إلّا حالًا، وإذا كان كذلك فاستعمال الناس لها بلام التعريف، أو ما يقوم مقامها خطأ، إذ ليس من كلام العرب (?).
وقوله: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} أي: فَهَلَّا خرج إلى الغزو، أو إلى طلب العلم من كلّ جماعةٍ كثيرةٍ جماعةٌ قليلةٌ منهم. و {مِنْهُمْ} في موضع حال من {طَائِفَةٌ}.
وقوله: {لِيَتَفَقَّهُوا} إمَّا متعلق بمحذوف، والضمير فيه للفرق الباقية بعد الطوائف النافرة من بينهم، أي: فهلّا نَفَرَ منهم قومٌ وبقي سائرهم ليتفقهوا، أو متعلق بنفر، والضمير فيه للفرقة النافرة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام للتفقه، فاعرفه فإنه موضع مشكل.
وقوله: {وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ} أي: ولتنذر الفرقة الباقية قومهم من الخارجين إلى الغزو، أو لتنذر الطائفة النافرة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في طلب العلم قومهم المقيمين على الوجهين المذكورين آنفًا إذا رجعوا إليهم بما حصلوا في أيام غيبتهم من العلوم.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} الجمهور على كسر الغين من