أحدهما: عطف على خبر المبتدأ الذي هو (ممن حولكم). و {مَرَدُوا} صفة لـ {مُنَافِقُونَ} فصل بينها وبينه بمعطوف، والتقدير: وممن حولكم أيها المؤمنون، أي: حول بلدكم ومن أهل المدينة قوم منافقون مردوا على النفاق.

والثاني: جملة من مبتدأ وخبر معطوفة على المبتدأ والخبر، و {مَرَدُوا} صفة موصوف محذوف، وذلك الموصوف هو المبتدأ، والتقدير: ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق.

ويحتمل أن يكون {مَرَدُوا} صفة للجميع.

قيل: ومعنى {مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} تمهروا فيه، من مرن (?) فلان على عمله ومرد عليه، إذا دَرِب به وضري حتى لان ومهر فيه (?).

وقوله: {لَا تَعْلَمُهُمْ} في موضع رفع على النعت للمذكورين أيضًا، كقوله: {مَرَدُوا}، أي: لا تعرفهم، ولذلك تعدَّى إلى مفعول واحد.

وقوله: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} انتصاب {مَرَّتَيْنِ} على المصدر لا على الظرف كما زعم بعضهم (?)، كأنه قيل: سنعذبهم تعذيبتين، يعضده قول المفسرين: أحد العذابين كذا، والآخر كذا (?)، وقوله تعالى: {ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} ولم يقل: إلى وقت عظيم، [والله أعلم بكتابه.

والذي يظهر أن الوقت مقدر معروف، وأما عذابهم والعياذ بالله - ليس فيه انحصار وقت، وإنما هو دائم الأبد على الكافر، كما أن رحمته دائمة الأبد، ومصداق ذلك في كتاب الله، أما أهل النار وهم أهل الشرك قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015