بالله لو استطعنا لخرجنا معكم، أو سيحلفون بالله يقولون: لو استطعنا (?).
وقوله: {لَخَرَجْنَا} سد مسد جوابي القسم و {لَوِ} جميعًا.
والجمهور على كسر واو {لَوِ اسْتَطَعْنَا}، لا على الأصل، وقرئ: بضمها (?) تشبيهًا لها بواو الجمع نحو: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} (?)، كما شبهت واو الجمع بها فكسرت فقيل: (فتمنوِا الموت) وبه قرأ بعض القراء (?)، وقد مضى الكلام على تفصيل هذا النحو في "البقرة" عند قوله: {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ} بأشبع ما يكون، فأغنى ذلك عن الإِعادة ها هنا (?).
وقوله: {يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ} يحتمل أن يكون مستأنفًا، وأن يكون بدلًا من {وَسَيَحْلِفُونَ}، وأن يكون حالًا إمّا من الضمير في {وَسَيَحْلِفُونَ} بمعنى أنهم يوقعونها في الهلاك بسبب أقسامهم الكاذبة مع إضمارهم النفاق، أو من الضمير في قوله: {لَخَرَجْنَا} بمعنى: لخرجنا معكم مهلكين أنفسنا بإلقائنا إياها في التهلكة بما نُحَمِّلُها من المسير في تلك المسافة الشاقة.
قيل: وجاء به على لفظ الغائب؛ لأنه مخبر عنهم، ألا ترى أنه لو قيل: سيحلفون بالله لو استطاعوا لخرجوا، لكان سديدًا، يقال: حلف بالله ليفعلنَّ ولأفعلن، فالغيبة على حكم الإِخبار، والتكلم على الحكاية (?).
{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)}: