وبعد .. فإن عزيرًا عربي عند قوم مشتق من قوله: {وَتُعَزِّرُوهُ} (?)، وعجمي عند آخرين، وانصرف على هذا لخفته، كنوح ولوط؛ لأنه تصغير عزر، والوجه هو الأول وعليه الأكثر.
وقوله: {ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ} (ذلك) رفع بالابتداء، وخبره {قَوْلُهُمْ}. و {بِأَفْوَاهِهِمْ} يحتمل أن يكون من صلة {قَوْلُهُمْ}، وأن يكون في موضع الحال، وأن يكون من صلة {يُضَاهِئُونَ}، وهي جمع فُوهٍ.
والمعنى: أن ذلك قول لا يعضده برهان ولا حجة، وإنَّما هو لفظ يفوهون به فارغ من معنى تحته.
وقوله: (يضاهُون) قرئ: بضم الهاء من غير همز (?)، وبكسرها مع الهمز (?)، وهما لغتان، يقال: ضاهيت بالياء وضاهأت بالهمز، إذا أَشبهت.
وأصل المضاهاة: المشابهة، ومنه: امرأة ضهياء، وهي التي ضاهأت الرجال في أنها لا تحيض (?).
ولام الفعل على قراءة من لم يهمز محذوفة، كما حذفت في يقضون ونحوه، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: يضاهي قولُهم قولَهم، ثم حذف المضاف وأقيم الضمير المضاف إليه مقامه، فانقلب مرفوعًا لقيامه مقام المضاف.
{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)}:
قوله عز وجل: {وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} عطف على {أَحْبَارَهُمْ}