وقوله: {لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} قرئ: بفتح الهمزة (?)، وهو جمع يمين، والمعنى: أنهم وُصفوا بالنكث في العهود، أي: لا أيمان لهم يفون بها، بشهادة قوله: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} (?).

ويمين الكافر يمين، وهو مذهب الإِمام الشافعي - رضي الله عنه - (?)؛ لأن الله جل ذكره قد أثبت لهم الأيمان ووصفها بالنكث كما ترى.

وقرئ بكسرها (?)، وفيه وجهان:

أحدهما: لا إسلام لهم.

والثاني: لا إيمان لهم، على أنه مصدر آمنته إيمانًا، فهو مصدر الذي ضده الخوف، كأنه قيل: لا تؤمنوهم إيمانًا ولكن اقتلوهم، فاللفظ لفظ الخبر، ومعناه الأمر.

{أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)}:

قوله عز وجل: {أَلَا تُقَاتِلُونَ} دخلت همزة الاستفهام على (لا) تقريرًا بانتفاء القتال، وبدخولها عليه صار فيه معنى التحضيض.

وقوله: {أَوَّلَ مَرَّةٍ} ظرف لـ {بَدَءُوكُمْ}.

وقوله: {أَتَخْشَوْنَهُمْ} دَخلت الهمزة تقريرًا بالخشية منهم وتوبيخًا عليها.

وقوله: {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ} اسم (الله) رفع بالابتداء، وفي خبره وجهان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015