قوله عز وجل: {حَسْبُكَ اللَّهُ} ابتداء وخبر، بمعنى: كافيك الله، ولك أن ترفع الجلالة على الفاعلية، على تأويل: يكفيك الله، كما تقول: حسبك درهم، أي: كفاك.
وقوله: {وَمَنِ اتَّبَعَكَ} ختلف في محل (مَن)، فقيل: محله الرفع إما بالعطف على اسم الله جل ذكره على الوجهين المذكورين، كأنه قال: حسبك الله وتُبَّاعُكَ، أو على أنه مبتدأ وخبره محذوف، بمعنى ومن اتبعك كذلك، أو حسبه الله، أو أنه خبر مبتدأ محذوف بمعنى: وحسبك تباعك (?)، وضعف الأول لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى أن يقال: "مما شاء الله وشئت" (?).
وقيل: محله النصب، إما على تقدير يكفيك الله ويكفي من اتبعك (?)، أو على جعل الواو بمعنى مع، كما تقول: حسبك وزيدًا درهم (?).
قال الشاعر:
253 - إذا كانتِ الهيجاءُ وانشقَّتِ العَصَا ... فَحَسْبُكَ والضحاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ (?)
وقيل: محله الجر عطفًا على الكاف في {حَسْبُكَ اللَّهُ}، وليس بشيء؛