قوله عزَّ وجلَّ: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} من صلة {جَعَلَ}، الزمخشري، أي: ليطمئن إليها، ويميل ولا ينفر، لأن الجنس إلى الجنس أَميل وبه آنس (?)، ولذلك كانت الأشياء تحنُّ إلى أشكالها، وتهرب من أضدادها.
وقال: {لِيَسْكُنَ} فذكّر بعدما أنّث في قوله: {وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ذهابًا إلى معنى النفس، إذ المراد بها آدم - عليه السلام -، أو لأن الذَّكَرَ هو الذي يسكن إلى الأنثى ويتغشاها (?).
والتغشي كناية عن الجماع، وكذلك الغشيان، يقال: تغشَّى حليلته وغشيها، إذا علاها.
وقوله: {حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا} خف عليها، يعني المنيّ، والحَمل بفتح الحاء: ما كان في البطن وأخرجه الشجر، وبالكسر: ما يحمل.
وقوله: {فَمَرَّتْ بِهِ} الجمهور على تشديد الراء، وهو من المرور، أي: فقامت بذلك الحمل الخفيف وقعدت إلى أن صارت إلى حال الثقل، عن قتادة وغيره (?).
وقيل: هو مقلوب مثل أدخلت القلنسوة في رأسي. والمعنى: فاستمر بها (?).
وقرئ: (فمرَت) بتخفيفها (?)، وهو مخفف من قراءة الجمهور لثقل