له، أي: أمهله وطوَّل له. والمعنى: أطيل لهم المدة وأؤخرهم مَلاوةً من الدهر (?).
وقوله: {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} أي: شديد قوي، وأصله من المتن وهو اللحم الغليظ الذي عن جانب الصلب، وهما متنان.
قيل: وسماه كيدًا؛ لأنه شبيه بالكيد من حيث إنه في الظاهر إحسان، وفي الحقيقة خذلان (?).
والجمهور على كسر إن على الاستئناف، وقرئ: بالفتح (?) على تقدير: لأن كيدي متين.
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} (ما) تحتمل أن تكون نافية على أن الكلام قد تم عند قوله: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا}، وفي الكلام حذفٌ تقديره: أو لم يتفكروا في قولهم وفيما يصدر منهم: شاعر مجنون، أو فيما أتاهم به محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم ابتدأ فقال: {مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} أي: من جنون.
والجِنّة: الجنون، والاسم والمصدر على صورة واحدة، و {مِنْ} مزيدة، أي جِنَّةٌ.
وأن تكون استفهامية بمعنى أو لم يتفكروا أي شيء بصاحبهم من الجنون مع انتظام أقواله وأفعاله؟