قاله الزمخشري (?).
ومِن في قوله: {مِنْ أَحَدٍ} مزيدة لتوكيد النفي، وليست كالتي في قولك: ما جاءني من رجل؛ لأنَّ من ها هنا أفادت معنى الاستغراق، فهي مزيدة لفظًا لا معنى، وفي قولك: ما جاءني من أحد أفادت معنى التوكيد ليس إلَّا، والمعنى: ما عملها قبلكم أحد.
و{مِنَ الْعَالَمِينَ}: في موضع الصفة لأحد. والجملة في محلّ النصب على الحال إمّا من {الْفَاحِشَةَ}، أو من الضمير في قوله: {أَتَأْتُونَ}، وقد جوز أن تكون مستأنفة؛ على أنَّه أنكر عليهم أولًا بقوله: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ}، ثمَّ وبخهم عليها فقال: أنتم أول من عملها، أو على أنَّه جواب لسؤال مقدر، كأنهم قالوا له: لم لا تأتيها؟ فقال: {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ}، فلا تفعلوا شيئًا لم يفعله أحد (?).
{إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}:
قوله - عز وجل -: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} (?) بيان وتفسير للفاحشة، كما أن قوله: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} (?) بيان وتفسير للوصية، والهمزة مثلها في {أَتَأْتُونَ} (?) للإِنكار والتوبيخ.
وقرئ: (إنكم) (?) على الخبر؛ لأنَّ الاستفهام في الجملة الأولى وهي