أخبر عنها هناك بالخلق كذلك يحمل عليه هنا فينصب، و {مُسَخَّرَاتٍ} نصب على الحال منهن.
وقرئ: بالرفع فيهن (?) على الاستئناف، فالشمس مبتدأ وما بعده عطف عليها، والخبر (مسخراتٌ).
وقوله: {بِأَمْرِهِ} متعلق بـ {مُسَخَّرَاتٍ}، أي: خلقهن جاريات بمقتضى حكمته وتدبيره. ومعنى تسخيرهن: تذليلهن لما يراد منهن على حسب إرادة المدبر فيهن، ولما ذكر أنَّه خلقهن مسخرات بأمره قال: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} أي: هو الذي خلق الأشياء، وهو الذي صرفها على حسب إرادته.
{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}:
قوله - عز وجل -: {تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} انتصبا على الحال من الضمير في {ادْعُوا}، أي: أدعوه ذوي تضرع وخفية، وكلاهما مصدر، أو متضرعين ومخفين.
والتضرع: تفعّل من الضراعة، وهو الخضوع والذل، يقال: ضَرَعَ فلان ضَراعةً، إذا خضع وذلّ، وأَضْرَعَهُ غيرُه، وفي المثل: الحُمَّى أَضْرَعَتْنِي لَكَ (?).
والخفية: خلاف العلانية، وقرئ: (خُفية) و (خِفية) بضم الخاء وكسرها (?)، وهما لغتان حكاهما أبو الحسن، قال: فالخُفْيَةُ: الإِخفاءُ، والخِيفَةُ: الخوفُ والرهبةُ (?).