وقيل: وجعل ما في الأرض مُنزلًا من السماء؛ لأنه قضى ثَمَّ وكتب (?)، ومنه: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} (?)، ولأن أصل الجميع من الماء وهو ينزل من السماء.
وقوله: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} قرئ: بالنصب عطفًا على {لِبَاسًا} و {وَرِيشًا}، أي: وأنزلنا عليكم لباس التقوى. وقرئ: بالرفع (?) على الابتداء والقطع مما قبله، وخبره: إما الجملة التي هي {ذَلِكَ خَيْرٌ}، كأنه قيل: ولباس التقوى هو خير؛ لأن أسماء الإِشارة تقرب من الضمائر فيما يرجع إلى عود الذكر. وإما المفرد الذي هو {خَيْرٌ}، و {ذَلِكَ} صفة له، كأنه قيل: ولباس التقوى المشار إليه خير لصاحبه إذا أخذ به، وأقرب إلى الله مما خلق له من اللباس والرياش الذي يتجمل به، أو بدل منه، أو عطف بيان له.
وإذا كان {ذَلِكَ} يحتمل أحد هذه الأوجه، فلا وجه لقول من جعله فصلًا إجراء له مجرى أحد الضمائر المنفصلة المرفوعة، وهو الرماني (?).
وقيل: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} خبر مبتدأ محذوف، أي: وهو لباس التقوى، أي: وستر العورة لباس التقوى، ثم قيل: ذلك خير، وفي الكلام حذف مضاف، أي: ولباس أهل التقوى (?).
وقيل: ليس في الكلام حذف مضاف، وإنما المعنى: ولباس الإتقاء