والثاني: أن تلحقه الضمائر، فيقال: هلما، وهلمُوا، وهلُمِّي وهَلْمُمْنَ، وهو على هذا الوجه فعل كسائر الأفعال، غير أنه لا يتصرف لاتصال (ها) به وتركيبه معه، والأول لغة أهل الحجاز، والثاني لغة بني تميم (?).

والمعنى: هاتوا شهداءكم وقربوهم، وأصله عند الخليل: هَالُمَّ، من قولهم: لَمَّ اللهُ شَعَثَهُ، أي: جَمَعَهُ؛ فإذا قال قائل: هلُمَّ يا فلانُ، كأنه يريدُ ضُمَّ نفسك إلينا، و (ها) للتنبيه، وإنما حُذفت ألفه لكثرة الاستعمال، ثم رُكِّبَ مع (لُمَّ) وبه قال صاحب الكتاب (?).

وقيل: أصله: هَاالْمُمْ فألقيت حركة الميم على اللام، وأدغمت الميم في الميم، فلما تحركت اللام استُغني عن همزة الوصل، وسقطت الألف من (ها) لالتقاء الساكنين؛ لأن اللام وإن تحركت فهي في نية السكون لكون حركتها عارضة (?).

وقد أجمعوا على فتحه في كل حال، ولم يجيزوا فيه الضم والكسر كما أجازوا في نحو رُدَّ لكونه مركبًا من (ها) و (لُمَّ)، فصار ثباته على حركة واحدة دليلًا على التركيب، فتكون فتحته كفتحة خمسةَ عشرَ ونحوها. وقيل: فُتحت الميم لالتقاء الساكنين، كما فتحت الدال في رُدَّ يا هذا، في الأمر، واختير الفتح لخفته مع ثقل التضعيف.

ولا يجوز فيها الضم والكسر كما جاز في نحو رُدَّ؛ لأنها لا تتصرف، هذا قول أبي إسحاق (?)، ويعني بالتصرف: تصرف الأفعال من الماضي والمستقبل، مع طولها بوصل (ها) بها وملازمتها لها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015