ومَكانة، ومَقام ومَقامة (?).
وقوله: {اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} أي: اعملوا على تمكنكم من أمركم وأقصى استطاعتكم وإمكانكم، واعملوا على جهتكم وحالكم التي أنتم عليها، يقال للرجل إذا أُمر أن يثبت على حاله: على مكانتك يا فلان، أي: اثبت على ما أنت عليه لا تنحرف عنه، قاله الزمخشري (?).
فإذا فهم هذا، فقرئ: (على مكانتكم) على التوحيد (?) لكونه مصدرًا، والمصدر يدل على القليل والكثير من جنسه، أو لأن جميع ذلك حال واحدة.
وقرئ: (على مكاناتكم) على الجمع (?)، لاختلاف أنواع المصدر، كقولهم: الحلوم والأحلامُ، أو لاختلاف أحوالهم وطرائقهم.
وقوله: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} إن جعلت {مَنْ} استفهامية بمعنى: أيّ، كانت في موضع رفع بالابتداء، وفِعْلُ العِلم معلَّقٌ عنها، كما عُلِّق عنه في قوله: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ} (?)، والخبر: {تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ}، وإن جعلتها موصولة كانت في موضع نصب بِفِعْلِ العلم.
وقرئ: (تكون) بالتاء النقط من فوقه لتأنيث لفظ العاقبة، وبالياء النقط من تحته (?)؛ لأن تأنيثه غير حقيقي، وللفصل، والعاقبة: مصدر كالعافية.