مضاف تقديره: النار موضع مثواكم، أي: موضع ثوائكم. {خَالِدِينَ} أي: تثوون فيها خالدين.

والثاني: معنى الإِضافة، والمَثْوَى على هذا اسم مكان، والمكان لا يعمل، وإذا كان كذلك ثبت أن العامل فيها معنى الإِضافة؛ لأن فيها معنى الفعل.

وقوله: {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} (ما) في موضع نصب على الاستثناء، وفيه وجهان: أحدهما: أنه متصل والاستثناء من الزمان دل عليه {خَالِدِينَ}، لأن الخلود يدل على الأبد، كأنه قيل: يخلدون في عذاب النار الأبدَ كلَّه إلا الأزمنة التي ينقلون فيها من عذاب النار إلى عذاب الزمهرير، على ما أتى في الخبر أنهم يعذبون بغير النار في بعض الأوقات (?).

والثاني: أنه منقطع، والمعنى: إلا ما شاء الله من مقدار حشرهم من قبورهم ومقدار مللهم في محاسبتهم.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: الاستثناء لأهل الإِيمان (?)، وهم قوم قد سبق في علم الله أنهم يُسلِمون ويصدِّقون النبي - صلى الله عليه وسلم -. فـ (ما) على هذا بمعنى (مَن)، والاستثناء من الجنس أيضًا.

{يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)}:

قوله عز وجل: {يَقُصُّونَ}: في موضع النعت للرسل، ولك أن تجعلهما في موضع النصب على الحال من المستكن في {مِنْكُمْ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015