والثاني: أن يراد ومن الكَرْمِ جناتٌ من أعناب، ولا يجوز أن يكون عطفًا على {قِنْوَانٌ}؛ لأن العنب لا يخرج من النخل، وليس قول من قال وهو أبو محمد، وأبو حاتم (?): لا يجوز عطفها على {قِنْوَانٌ}؛ لأن الجنات لا تكون من النخل بمستقيم؛ لأنه يوهم أن الجنة لا تكون إلّا من العنب دون النخل، وليس الأمر كذلك، بل تكون الجنة من العنب على انفراده، ومن النخل على انفراده، وتكون منهما معًا بشهادة قوله سبحانه: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} (?) وقد أوضحت ذلك فيما سلف من الكتاب.
و{مِنْ أَعْنَابٍ}: في موضع النعت لجنات.
وقوله: {مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} (مشتبهًا) منصوب على الحال من {وَالزَّيْتُونَ}، أي: والزيتون مشتبهًا وغير متشابه، والرمان كذلك، أو بالعكس، يقال: اشتبه الشيئانِ وتشابها، كقولك: استويا وتساويا، والافتعال والتفاعل يشتركان كثيرًا. قيل: مشتبهًا وَرَقُهُما مختلفًا ثمرُهُما (?).
و{إِذَا}: ظرف لقوله: {انْظُرُوا}.
وقرئ: (إلى ثَمَره) بفتح الثاء والميم (?)، وهو جمع ثمرة، وهو في التحقيق جنس لا جمع.