والخبر محذوف، أي: فلكم استقرار، أو اسم مكان، أي: فلكم مكان تستقرون فيه، فالمستقَر بفتح القاف بمنزلة المقر، كما أن المستقِر بكسرها بمنزلة القار.

والمستودع: مصدر مثله أيضًا، أو اسم مكان ليكون مثل المعطوف عليه. فإن قلت: هل يجوز أن يكون مستقر مفعولًا به على قول من فتح القاف كالمستودع وهو الشخص الذي استودِع في الرحم على قول من كسر القاف على ما شُرح وأُوضح آنفًا؟ قلت: لا؛ لأن استقر لا يتعدى، وكل فعل لا يتعدى لا يُبْنَى للمفعول به، لأن حقيقة ذلك أن تَحذِفَ الفاعل وتضع المفعول به مكانه، وإذا لم يكن في قولك: استقر مفعول، لم يمكنك إسقاط الفاعل؛ لأنك لو أسقطته بقي الفعل بلا شيء يسند إليه، وأما المستودع ففعله متعدٍ، تقول: استودعت فلانًا مائةَ دينارٍ، فلذلك جاز أن تبنيه للمفعول به، فاعرفه (?).

{وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}:

قوله عز وجل: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ} أي: فأخرجنا بالماء المنزل من السماء وهو المطر نبات كل شيء، أي: نَبْتَ كل صنف من أصناف النامي، يعني: أن السبب واحد، والمسبَّبات ضروب شتى.

وقوله: {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا}: اختلف في الضمير في {مِنْهُ}:

فقيل: للنبات (?)، أي: فأخرجنا من النبات خضرًا، شيئًا غضًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015