و {الظَّالِمُونَ} مبتدأ، و {فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} خبره، قيل: هم الذين ذكرهم من المفترِينَ والمدعِينَ الوَحْيَ، والقائلِين: {سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (?) فتكون اللام للعهد، وقد جوز أن تكون للجنس، فيدخل فيه المذكورون لاشتماله (?).
و{غَمَرَاتِ الْمَوْتِ}: شدائده وسكراته، واحده غمرة، وغَمْرَةُ كُلِّ شيءٍ: كثرتُهُ ومُعْظَمُهُ.
وقوله: {وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} ابتداء وخبر، والأصل باسطون أيديهم، فحذفت النون للإضافة، ومحل الجملة النصب على الحال من المستكن في الظرف، وهو {فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ}.
ولا يجوز أن يكون حالًا من {الظَّالِمُونَ} كما زعم بعضهم (?)، لعدم العامل في الحال.
فإن قلت: فإن كان الأمر على ما زعمت فأين الراجع إلى ذي الحال من الجملة؟ ألا ترى أنك إذا قلت: جاءني زيد وأبوه منطلق كان في الجملة ما يعود إلى ذي الحال. قلت: ليس من شرط الجملة التي تقع حالًا أن يكون فيها ذكر يرجع إلى ذي الحال، بل يجوز أن تقول: أتيتك وزيد قائم، ولقيتك والجيش قادم، وقال امرؤ القيس:
206 - وقد أَغْتَدِي والطَّيْرُ في وُكُنَاتِها ... .................. (?)