فالهاء ضمير الدرس دل عليه (يدرسه) لا مفعول على أنَّ يكون ضمير القرآن، لأنَّ الفعل الذي هو يدرسه قد تعدى إلى القرآن باللام، فلا يجوز أن يتعدى إليه والى ضميره، كما أنك إذا قلت: زيدًا ضربته، لَمْ تنصب زيدًا بضربت، لتعديه إلى ضميره (?).

وقد جوز أن تكون الهاء هاء الضمير على قول من سكنها في الوصل إجراءً للوصل مُجرى الوقف (?)، وله نظائر في التنزيل وشهرتها تغني عن ذكرها.

وقوله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إ} الضمير في {عَلَيْهِ} للقرآن، وقيل: للتبليغ (?).

وقوله: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى} ابتداء وخبر {هُوَ} ضمير القرآن، أي: موعظة للخلق أجمعين، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (?).

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (حق) منصوب على المصدر لإِضافته إلى المصدر، وهو في الأصل صفة، أي: قدرًا حق قدره، كقولك: ضربت أشد الضرب، وصمت أحسن الصيام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015