وقيل: {قَوْلُهُ} (?). و {الْحَقُّ} صفته، أي: ويوم يقول لقوله الحق - أي: لقضائه الحق - كن فيكون قولُه الحق.
قال أبو إسحاق: أي: يأمر فيقع أمره، كما تقول: قد قُلْتَ فكان قولك، فالمعنى ليس أنك قلت فكان الكلام، إنما المعنى أنه كان ما دل عليه القول (?).
وقوله: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} يحتمل أن يكون ظرفًا لقوله: {وَلَهُ الْمُلْكُ}، كقوله: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} (?)، أي: وله الملك في ذلك اليوم. وأن يكون حالًا من {الْمُلْكُ} على رأي أبي الحسن، أو من المستكن في {وَلَهُ} على رأي صاحب الكتاب، والعامل على كلا القولين {وَلَهُ}، وأن يكون خبر قوله: {قَوْلُهُ الْحَقُّ} أو ظرفًا له، أو ليقول في قوله: {وَيَوْمَ يَقُولُ}، وأن يكون بدلًا من {وَيَوْمَ يَقُولُ}، والمختار: الوجه الأول للقرب ولسلامته من الاعتراض.
وقوله: {عَالِمُ الْغَيْبِ} يحتمل أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: هو عالم الغيب، وأن يرتفع بقوله: {يَقُولُ}، أو بفعل مضمر دل عليه قوله: {يُنْفَخُ}، كأنه قيل: من ينفخ فيه؟ فقال: عالمُ الغيب، تعضده قراءة من قرأ: (يَنفُخ) بفتح الياء وضم الفاء على البناء للفاعل (?) وهو الله جل ذكره.
وإنما جاز أن يكون الفعل منسوبًا إليه وهو لغيره؛ لأنه بأمره وقوته،