قوله عزَّ وجلَّ: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} ارتفع {مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} بالابتداء، والظرف الخبر، أو بالظرف، وفيه وجهان:

أحدهما: جمع مِفْتَحٍ كمنبر ومنابر، ويحتمل أن يكون جمع مفتاح، وكان حقه أن يجمع على مفاتيح بالياء، إلّا أنهم حذفوها اجتزاء عنها بالكسرة، كما قالوا: مَحارب في جمع محراب.

وبالياء قرأ بعض القراء: (مفاتيح الغيب) (?).

والثاني: جمع مَفْتَحٍ بفتح الميم، وهو المخزن، والمخزن: ما يُخزن فيه الشيء، يعضد هذا الوجه قول الحسن وغيره: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} أي: خزائن الغيب (?).

أبو إسحاق: أي عنده الوُصْلَةُ إلى علم الغيب (?).

وقوله: {لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} يحتمل أن يكون مستأنفًا، وأن يكون حالًا من المستكن في الظرف على رأي صاحب الكتاب - رَحِمَهُ اللهُ -، أو من {مَفَاتِحُ} على رأي أبي الحسن.

وقوله: {مِنْ وَرَقَةٍ} محلها الرفع على الفاعلية، و {مِنْ} مزيدة لاستغراق الجنس.

وقوله: {وَلَا حَبَّةٍ}، {وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ} عطف على {وَرَقَةٍ} وحكمهن حكمها، كأنه قيل: وما يسقط من شيء من هذه الأشياء إلّا يعلمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015