موضع الصفة لآية، فيكون متعلقًا بمحذوف.
قيل: وإنما قالوا ذلك مع تكاثر ما أُنزل من الآيات عليه عليه الصلاة والسلام، لتركهم الاعتداد بما أُنزل عليه، كأنه لم ينزل عليه شيء (?).
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}:
قوله عز وجل: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ} (مِن) مزيدة لاستغراق الجنس، ولذلك قيل: {إِلَّا أُمَمٌ} مع إفراد الدابة والطير حملًا على المعنى، إذ المراد بهما الجنس.
وقوله: {فِي الْأَرْضِ} في موضع الصفة للدابة، إمّا على اللفظ، وإمّا على المحل، كقوله: {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (?)، و (غَيْرِهِ) (?).
{وَلَا طَائِرٍ}: عطف على {دَابَّةٍ} على اللفظ، وقرئ: (ولا طائرٌ) بالرفع (?) على المحل، كأنه قيل: وما دابةٌ ولا طائرٌ، والجر أجود وعليه الجمهور، إذ التقدير: وما من دابة ولا من طائر، و (من) تدل على معنى الاستغراق، وتغني عن أن يقال: وما من دواب ولا طير، وحذفها لا يدل على ذلك، فاعرف الفرقان، ومسلك الجمهور، ودقة نظرهم.
و{بِجَنَاحَيْهِ}: متعلق بيطير؛ وإنما قيل: {بِجَنَاحَيْهِ} على جهة التوكيد (?)، كقولهم: نعجة أنثى، وأمسِ الدابرُ، وقوله تعالى: {نَفْخَةٌ