زيادة (مِن) في الواجب، مستشهدًا بقوله جل ذكره: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} (?). وصاحب الكتاب لا يجيز زيادتها في الواجب (?).

وقيل: التقدير: ولقد جاءك من نبأ المرسلين بعض أنبائهم وقَصَصهم وما كابدوا من إيذاء المشركين (?).

وقوله: {مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} أي: من أنبائهم، بشهادة قوله: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ} (?).

{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}:

قوله عز وجل: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ} في (كان) ضمير الشأن والحديث، و {إِعْرَاضُهُمْ} رفع بـ {كَبُرَ}، و {كَبُرَ} وما اتصل به في موضع نصب بخبر كان، ومعنى كبر: عظم، يقال: كبرُ الشيء يكبُر بالضم فيهما كِبَرًا وكَبَارةً، إذا عظم، فهو كبيرٌ وكُبَارٌ. وجواب إن الشرطية في قوله: {إِنْ كَانَ} قوله: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ}.

وجواب {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ} محذوف، أي: فافعل، والمعنى: وإن كان عظم عليك إعراضهم عما جئت به {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ}، النفق: سَرَبٌ في الأرض له مَخْلَصٌ إلى مكان آخر، أي: منفذًا تنفذ فيه إلى ما تحت الأرض حتى تطلع لهم آية يؤمنون بها، {أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015