و {مَا} موصول وهو مفعول لبسنا، أي: ولخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم حتى يشكوا فلا يدروا أَمَلَكٌ هو أم آدمي؟ عن الضحاك (?).
يقال: لَبَست عليه الأمرَ ألبِس بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر لَبْسًا، إذا خَلَطْتَه وأشكلتَه عليه، قيل: وأصله من التغطية والستر بالثوب ونحوه (?).
والجمهور على تخفيف الباء في قوله: {وَلَلَبَسْنَا}، وقرئ: (وللبَّسنا عليهم ما يُلَبِّسون) بتشديدها (?). والتلبيس كالتدليس والتخليط، شُدِّد للمبالغة.
الجوهري: وتقول: رجل لَبَّاسٌ، ولا تقل مُلبِّسٌ (?).
وقرئ أيضًا: (ولَبَسْنا) بلام واحدة (?) استغناء عنه بلام (لجعلنا).
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10)}:
قوله عز وجل: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} اللام في {وَلَقَدِ} جواب لقسم محذوف. قيل: وهذا تسلية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما كان يلقى من قومه (?).