قوله عز وجل: {مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ} أن وما اتصل بها في موضع رفع بأنها اسم كان، والخبر (لي).
وقوله: {مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} (ما) يحتمل أن يكون موصولًا وما بعده صلته، وأن يكون موصوفًا وما بعده صفته، وأن يكون بمعنى المصدر، أي: ما ينبغي لي أن أقول قولًا ليس بحق لي أن أقوله، والجملة في موضع نصب بقوله: {أَنْ أَقُولَ}.
و{بِحَقٍّ}: في موضع نصب بخبر ليس، و {لِي} صفة لحق، فلما قدم عليه نصب على الحال، وهذا يعضد قول من جوز تقديم حال المجرور عليه (?) نحو: مررت راكبًا بزيد، ولك أن تجعل {لِي} الخبر، و {بِحَقٍّ} إما خبرًا بعد خبر، أو حالًا من المستكن في الخبر.
وقوله: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي} مستأنف، واختلف في معناه، فقيل: المعنى تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك، أي: تعلم معلومي ولا أعلم معلومك (?).
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك (?)، ومعناه قريب من معنى الأول، وحقيقته: أنك تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم (?)، يدل عليه قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}، لأن ما يعلمه علام الغيوب لا ينتهي إليه علم أحد.