وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)}:
قوله عز وجل: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ} قرئ: بالنصب (?)، على أَنَّ (أنْ) هي الناصبة للفعل كالتي في قوله: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا} (?) والحِسبان على بابه.
وقرئ: (أن لا تكونُ) بالرفع (?)، على أنّ أنْ هي المخففة من الثقيلة، كالتي في قوله: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} (?)، والتقدير: وحسبوا أنه لا تكون فتنة، فخففت أنّ وحذف ضمير الشأن، ودخول (لا) عوض من التخفيف، ومن وقوع الفعل بعدها، ولا يكون التخفيف مع الفعل إلّا بعد وجود أحد الأحرف الأربعة التي هي: لا، وقد، وسوف، والسين، نحو: علمت أن قد خرج زيد، وعلمت أن لا يخرج زيد، وأن سيخرج زيد، وأن سوف يخرج زيد، ولو قلت: علمت أن خرج زيد، وأن يخرج زيد، من غير واحد من هذه الأحرف لم يجز. ولو قلت: علمت أنْ زيد قائم، جاز من غير تعويض، كبيت الكتاب:
188 - في فتيةٍ كسيوفِ الهندِ قد عَلِمُوا ... أَنْ هالكٌ كُلُّ من يَحْفَى وينتَعِلُ (?)
أصله: أنه هالك، فخففت أنَّ وحذف ضمير الشأن.