وإسكان الكاف (?) على الابتداء وإيقاع {يَبْغُونَ} خبرًا، وإسقاط الراجع عنه كما أسقط أبو النجم (?) عنه في قوله:

182 - قد أصبحَتْ أمُّ الخِيارِ تَدَّعي ... عليَّ ذَنْبًا كلُّه لم أَصْنَعِ (?)

على قول من رواه (كلُّه) بالرفع، أي: لم أصنعه، فحذف الراجع.

وكإسقاطه عن الصلة في قوله: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ} (?)، أي: يبغونه وبَعْثَه، وعن الصفة في قولك: الناس رجلان: رَجلٌ أكرمتُ، ورجل أهنتُ، أي: أكرمته وأهنته، وعن الحال في قولك: مررت بهند يضرب زيد، أي: يضربها زيد.

وقد جوز فيه وجه آخر، وهو أنك لم تجعل قوله: {يَبْغُونَ} خبرًا، بل تجعله صفة خبر موصوف محذوف، كأنه قيل: أفحكم الجاهلية حكم يبغونه، ثم حذف الموصوف الذي هو حكم، وأقيمت الجملة التي هي صفته مقامه، أعني {يَبْغُونَ}، وله نظائر في التنزيل وفي كلام القوم نظمهم ونثرهم، وشهرتها تغني عن ذكرها.

وقرئ: {يَبْغُونَ} بالياء النقط من تحته على الإِخبار عنهم، وبالتاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015