والثاني: أنهم مستمعون أخباركم للكذب، أي: يسمعون لِيَكْذِبُوا عليكم، فاللام على هذا التأويل ليست بمزيدة، وإنما هي للتعليل، والمفعول محذوف.

و{سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ} تكرير للأولى، و {لِقَوْمٍ} متعلق به، أي: لأجل قوم. وقد جوز أن يكون متعلقًا بالكذب؛ لأن {سَمَّاعُونَ} الثانية مكررة للأولى، أي: ليكذبوا لقوم آخرين (?). قيل: وهم اليهود الذين لم يَصِلوا إلى مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?).

ومعنى {سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ}: أي: هم عُيونٌ لأولئك الغُيَّب (?).

و{لَمْ يَأْتُوكَ}: في موضع جر على النعت لـ {قَوْمٍ}.

وقوله: {يُحَرِّفُونَ} محله النصب على الحال إمَّا من الضمير في {يُسَارِعُونَ} أو من الضمير في {قَالُوا}، أو من الضمير في {هَادُوا}، أو من الضمير {سَمَّاعُونَ}، لا من الضمير في {لَمْ يَأْتُوكَ} كما زعم بعضهم؛ لأن ذلك يكون نفيًا للتحريف عنهم، وقد أخبر الله تعالى عنهم أنهم يحرفون، ونعوذ بالله من إعراب يؤدي إلى فساد المعنى.

أو الرفع على: هم يحرفون، أو على النعت؛ أي: قوم سَمَّاعون مُحَرِّفُون، والجر على النعت لـ (قوم)؛ أي: سماعون لقوم محرفين.

ومثله: {يَقُولُونَ} على الأوجه المذكورة. ولك أن تجعل {يَقولُونَّ} حالًا من الضمير في {يُحَرِّفُونَ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015