وقوله: {مُكَلِّبِينَ} نصب على الحال من التاء والميم في (علمتم)، قيل: وفائدة هذه الحال أن يكون من يُعَلِّمُ الجوارحَ نِحريرًا في علمه، مدربًا فيه، موصوفًا بالتكليب؛ لأن قوله: {وَمَا عَلَّمْتُمْ} يغني عنها (?).

والمكلِّبُ: الذي يُعَلِّم الجوارحَ الصيدَ، يقال: كَلَّبَ وأَكْلَبَ، إذا اتخذ الجوارح وأدبها، وقد قرئ بهما (مكَلّبين) و (مكْلِبين) بالتشديد والتخفيف (?)، وفَعَّل وأَفْعل يشتركان كثيرًا.

وقوله: {تُعَلِّمُونَهُنَّ} حال بعد حال، وقيل: هو حال من المستكن في {مُكَلِّبِينَ}؛ لأن العامل الواحد لا يعمل في حالين، ويحتمل أن يكون مستأنفًا (?).

وقوله: {مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} أي: شيئًا مما عرفكم أن تعلموه من اتباع الصيد بإرسال صاحبه وانزجاره بزجره، وانصرافه بدعائه.

وقوله: {وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} الهاء في {عَلَيْهِ} ترجع إلى (ما) في قوله: {مِمَّا أَمْسَكْنَ} على معنى: وسَمُّوا عليه إذا أدركتم ذكاته، أو إلى الإرسال، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره (?)، فيكون على التقديم والتأخير، أي: واذكروا اسم الله عليه، وكلوا مما أمسكن عليكم. وقيل: إلى (ما) في قوله: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ} على معنى سموا عليه عند إرساله (?).

{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015