{وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} يعني بِعَضِّه ومات من فِعله قبل أن تُدْرَكَ ذكاتُهُ.
والجمهور على ضم الباء من {السَّبُعُ} على الأصل، وقرئ: بإسكانها تخفيفًا (?)، وقيل: هما لغتان (?).
وقوله: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} (ما) في موضع نصب على الاستثناء من الموجب قبله من لدن قوله: {وَالْمُنْخَنِقَةُ} إلى قوله: {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} [عن ابن عباس، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - وغيرهما] (?). أي: إلا ما أدركتم ذكاته وهو يضطرب اضطراب المذبوح وتشخب أوداجه (?).
وأصل التذكية في اللغة: التمام، فمعنى ذَكَّيْتُ الذبيحة: أتممت ذبحها، وذكيت النار: أتممت إيقادها، ومنه: فلان ذكي، أي: تام الفهم.
وقوله: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ}، قيل: كانت لهم حجارة منصوبة حول البيت يذبحون عليها ويشرحون اللحم عليها، يعظمونها بذلك ويتقربون به إليها، تُسمى الأنصاب (?)، فعلى هذا يتعلق بـ (ذُبح) تعلق الجار بالفعل، نحو: ركبت على الفرس، وضربت على الرأس.
وقيل: كانوا يعبدونها (?)، وهي غير الأصنام، لأن الأصنام مصورة منقوشة، والنُّصُبُ غير مصورة (?)، فعلى هذا يحتمل أن يكون متعلقًا بذُبح