والضمير في {إِلَيْهِ} لله جل ذكره، أي: ويهديهم إلى عبادته. وقيل: التقدير: ويهديهم إلى صراطه، و {صِرَاطًا}: حال منه (?)، ثم حذف ذو الحال للعلم به، قلت: وفائدة هذه الحال في صفتها، وقد مر نظيره فيما سلف (?)، وقيل: للقرآن، وقيل: للفضل، وقيل: للرحمة؛ لأنهما بمعنى الثواب (?).
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)}:
قوله عز وجل: {فِي الْكَلَالَةِ} متعلق بقوله: {يُفْتِيكُمْ} عند أهل البصرة، وبقوله: {يَسْتَفْتُونَكَ} عند أهل الكوفة، ولو كان الأمر كما زعموا لكان {يُفْتِيكُمْ} فيها، كما لو تقدمت (?).
وقوله: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ} ارتفع {امْرُؤٌ} بفعل مضمر يفسره {هَلَكَ}.
{لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ}: الجملة في موضع الرفع على الصفة لامرئ، أي: إن هلك امرؤ غير ذي ولد، ولك أن تجعلها في محل النصب على الحال من المستكن في {هَلَكَ} أي: هلك عاريًا عنه أو خاليًا منه، والتقدير: ليس له ولد ولا والد، وإنما حذف اكتفاء بلفظ الكلالة.
وقوله: {وَلَهُ أُخْتٌ} عطف عليها، وحكمها في الإِعراب حكمها.