" 108 " باب الأمانة في البيع والشراء والكيل والوزن وقول الله تعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ}
225 - عن حذيفة - رضي الله عنه - «قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة. ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجها على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء، ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله. فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يودي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا، وحتى يقال للرجل ما أجلده ما أظرفه ما أعقله، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان. ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه علي دينه وإن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه علي ساعيه. وأما اليوم فما كنت أبايع منكم إلا فلانا وفلانا» .
الجذر الأصل - والوكت الأثر اليسير - والمجل نفط يسير من أثر عمل. ومنتبرا مرتفعا.
ـــــــــــــــــــــــــ
(225) رواه البخاري الرقاق 11 / 333 رقم 6497 والفتن رقم 7086 والاعتصام رقم 7276 ومسلم الإيمان 1 / 126 رقم 230.
الأمانة هي ضد الخيانة والمراد برفعها إذهابها بحيث يكون الأمين معدوما أو شبه المعدوم.
بايعت: قال الخطابي تأوله بعض الناس على بيعة الخلافة وهذا خطأ وكيف يكون؟ وهو يقول إن كان نصرانيا رده على ساعيه فهو لا يبايع النصراني على الخلافة وإنما أراد مبايعة البيع والشراء.
رده علي ساعيه: أي واليه الذي أقيم عليه لينصف منه، وأكثر ما يستعمل الساعي في ولاة الصدقة، ويحتمل أن يراد به هنا الذي يتولى قبض الجزية.