وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ مَا من أحد لم يحج وَلم يؤد زَكَاة مَاله إِلَّا سَأَلَ الرّجْعَة عِنْد الْمَوْت فَقيل لَهُ إِنَّمَا يسْأَل الرّجْعَة الْكفَّار قَالَ وَإِن ذَلِك فِي كتاب الله تَعَالَى {وأنفقوا من مَا رزقناكم من قبل أَن يَأْتِي أحدكُم الْمَوْت فَيَقُول رب لَوْلَا أخرتني إِلَى أجل قريب فَأَصدق} أَي أؤدي الزَّكَاة وأكن من الصَّالِحين أَي أحج {وَلنْ يُؤَخر الله نفساً إِذا جَاءَ أجلهَا وَالله خَبِير بِمَا تَعْمَلُونَ} قيل فيمَ تجب الزَّكَاة قَالَ بِمِائَتي دِرْهَم وَقيمتهَا من الذَّهَب قيل فَمَا يُوجب الْحَج قَالَ الزَّاد وَالرَّاحِلَة وَعَن سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ قَالَ مَاتَ لي جَار مُوسر لم يحج فَلم أصل عَلَيْهِ
قَالَ الله تَعَالَى {وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه وبالوالدين إحسانا} أَي براً بهما وشفقة وعطفاً عَلَيْهِمَا {إِمَّا يبلغن عنْدك الْكبر أَحدهمَا أَو كِلَاهُمَا فَلَا تقل لَهما أُفٍّ وَلَا تنهرهما} أَي لَا تقل لَهما بتبرم إِذا كبرا وأسنا وَيَنْبَغِي أَن تتولى خدمتهما مَا توليا من خدمتك على أَن الْفضل للمتقدم وَكَيف يَقع التَّسَاوِي وَقد كَانَا يحْملَانِ أذاك راجين حياتك وَأَنت إِن حملت أذاهما رَجَوْت مَوْتهمَا ثمَّ قَالَ الله تَعَالَى {وَقل لَهما قولاً كَرِيمًا} أَي ليناً لطيفاً {واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة وَقل رب ارحمهما كَمَا ربياني صَغِيرا} وَقَالَ الله تَعَالَى {إِن اشكر لي ولوالديك إِلَيّ الْمصير}