هَذَا مِمَّا حث عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لأبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ أَلا أدلك على صَدَقَة هِيَ خير لَك من حمر النعم قَالَ بلَى يَا رَسُول الله قَالَ تصلح بَين النَّاس إِذا تفاسدوا وتقرب بَينهم إِذا تباعدوا وروت أم حَبِيبَة رَضِي الله عَنْهَا إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كَلَام ابْن آدم كُله عَلَيْهِ لَا لَهُ إِلَّا مَا كَانَ من أَمر بِمَعْرُوف أَو نهي عَن مُنكر أَو ذكر لله وَرُوِيَ أَن رجلاً قَالَ لِسُفْيَان مَا أَشد هَذَا الحَدِيث قَالَ سُفْيَان ألم تسمع إِلَى قَول الله تَعَالَى {لَا خير فِي كثير من نَجوَاهُمْ إِلَّا من أَمر بِصَدقَة أَو مَعْرُوف} الْآيَة فَهَذَا هُوَ بِعَيْنِه ثمَّ علم سُبْحَانَهُ أَن ذَلِك إِنَّمَا ينفع من ابْتغى بِهِ مَا عِنْد الله قَالَ الله تَعَالَى {وَمن يفعل ذَلِك ابْتِغَاء مرضات الله فَسَوف نؤتيه أجراً عَظِيما} أَي ثَوابًا لَا حد لَهُ وَفِي الحَدِيث لَيْسَ الْكذَّاب الَّذِي يصلح بَين النَّاس فينمي خيراً أَو يَقُول خيراً رَوَاهُ البُخَارِيّ وَقَالَت أم كُلْثُوم وَلم أسمعهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرخص فِي شَيْء مِمَّا يَقُول النَّاس إِلَّا فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء فِي الْحَرْب والإصلاح بَين النَّاس وَحَدِيث الرجل زَوجته وَحَدِيث الْمَرْأَة زَوجهَا وَعَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بلغه أَن بني عَمْرو بن عَوْف كَانَ بَينهم شَرّ فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصلح بَينهم فِي أنَاس مَعَه من أَصْحَابه رَوَاهُ البُخَارِيّ وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا عمل شَيْء أفضل من مشي إِلَى الصَّلَاة أَو إصْلَاح ذَات الْبَين وَحلف جَائِز بَين الْمُسلمين